السؤال.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,, تخرجت من الجامعة قبل عامين من تخصص لا أرغب فيه, لأنه كان أفضل السيء في منطقتي السكنية.
وهذا التخصص لا يتوافق مع ميولي وطموحاتي وقدراتي, علما بأن هذا الشعور لم يكن يراودوني أثناء الدراسة إلا قليلا بحكم صغر سني وقتها.
وجهلي بأمور كثيرة, استمريت في الدراسة بشكل طبيعي مما أثر على المعدل.
فتخرجت بتقدير جيد مرتفع, والمشكلة الآن هو أني أشعر بالنقص.
وكأني لم ألتحق بالجامعة يوما, ومما زاد هذا الشعور هو عدم حصولي على وظيفة مناسبة.
وكون زوجي مهندسا ناجحا جدا في عمله, ومنشغلا كثيرا.
والمنطقة التي أسكن بها الآن بعد زواجي يتوفر بها جامعة قوية جدا, وبها تخصصات رائعة تناسب طموحي العالي فقررت أن التحق بها بشهادتي الثانوية -بمعنى أن أدرس (بكالوريوس) جديدا-
وهذا يتطلب مني اختبارا للقدرات وللتحصيل, والجامعة نظامها أن الحصول على البكالوريوس يكون بعد خمس سنوات, وأنا عمري 25 عاما, ولدي طفلة, والأسرة تخطط لمولود جديد.
المشكلة أني الآن محتارة جدا, فأنا لدي الدافعية, وزوجي يشجعني لدراسة الماجستير وليس الإعادة من الصفر, وهذه الجامعة لا توفر برامجا للماجستير لأنها جديدة -لا وجود للماجستير في منطقة سكني- ويصعب علي السفر للدراسة.
استشرت الوالدة فكان ردها أن بيتي وزوجي أولى بقدراتي وطاقاتي, واستشرت أستاذة في نفس الجامعة التي أود أن ألتحق بها فقالت: إنه لا خسارة مع الدراسة.
والعلم مطلوب, واستشرت صديقة فقالت: وجِّهي طاقاتك لحفظ القرآن, ورعاية بيتك.
فأصبت بتشتت، علما بأن هذه آخر سنة يحق لي فيها التقديم للدراسة لأن من شروط الجامعة أن لا أكون منقطعة عن التعليم أكثر من 3 سنوات, أرجو المشورة فالتقديم خلال هذا الشهر, وشكرا.
الإجابــة.. بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ر.و.ق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أهلا بك في موقعك, ونحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يختار لك الخير وأن يوفقك له.
أختنا المباركة قبل الحديث عن الأفضل في الدراسة لا بد من سؤالين:
أولا: هل سيتأثر بيتك -وأعنى به زوجك وطفلك- بهذا أم لا؟
فإن الاختبار الحقيقي والذي يجب أن تحافظي عليه وأن تتفوقي فيه هو صيانة بيتك من مصاعب الحياة وتقلباتها.
خاصة وأن طفلك يحتاج إلى جهد وعناية, وإن أفضل الاستثمار هو الاستثمار في الأولاد، وهذا السؤال وحدك الذي تجاوبين عليه.
ثانيا: ما العلة في الدراسة؟ هل هي محاولة إثبات الذات دفعك إليه نجاح زوجك وتفوقه، أم هي رغبة في التفوق لا علاقة لها بذلك؟
وهل هذه الدراسة تعود عليك وعلى الأمة بالنفع، أم هي شهادة تضاف إلى شهادات أخرى توضع في الأدراج ولا علاقة لها بالواقع الحياتي؟
إذا كان البيت لا يتأثر, والدراسة التي ستحصلين عليها ستنمي قدراتك, أو ستنتفعين بها على المحيط الشخصي والاجتماعي.
فلا بأس أن تلتحقي بها, وإن كانت الجامعة -سيما إذا كانت مما يستفاد منه- ، مع وضع الاعتبار للبيت, أكرر أختاه البيت أولا, زوجك, وأولادك, أسأل الله أن يحفظهم لك.
أرجو أن تضعي هذه الاعتبارات مجتمعة في مخيلتك, وأن تناقشيها مع زوجك، وأن تستخيري الله عز وجل قبل القدوم على أي قرار في حياتك.
وأخيراً: أرجو الله أن يصلح حالك, وأن ييسر أمرك, وأن يبارك في زوجك وولدك.
الكاتب: د. أحمد المحمدي
المصدر: موقع إسلام ويب